"القرة داغي": العالم الغربي يتعامل بازدواجية تجاه ما يحدث في تركيا
كوردی عربي English

اخبار رياضة المقالات اللقاءات اخبار فى صور فيديو نحن اتصل بنا
x

"القرة داغي": العالم الغربي يتعامل بازدواجية تجاه ما يحدث في تركيا

 

الانتقادات الموجهة لتركيا بشأن فرض قانون الطوارئ صدرت عن دول أوروبية اتخذت بالفعل نفس الاجراء، أشار الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في حوار مع الاناضول قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، محي الدين القره داغي، إن "السياسة الغربية قائمة علي الميكافيلية والازدواجية في المعايير خاصة تجاه ما يحدث في تركيا"، مشيرا إلي أن الانقلابات علي السلطات الشرعية حرام شرعاً. وأضاف القره داغي في مقابلة مع الأناضول، أن "هذه السياسة (الغربية) تعاني ازدواجية، وأصحاب هذه السياسات لا يخجلون من أنفسهم، .. ألمانيا علي سبيل المثال انتقدت تركيا علي إعلان حالة الطوارئ وهي اتخذت نفس الإجراء بعد الاعتداءات الحاصلة في ميونيخ (قبل أيام)". وأشار القرة داغي، إلي أن "المجتمع الدولي لم يقف موقفاً مشرفاً تجاه ما يحدث في تركيا وأن معظم الدول لم تكن علي المستوي المطلوب لأنهم لم يقفوا مع الحق". وأكمل حديثه قائلا: "هذا انقلاب واضح جداً متكامل الأركان والشروط، وهو ضد السلطة المنتخبة انتخاباً نزيهاً،.. لم يعترض عليه أحد وكان من الواجب ديمقراطياً وإنسانياً أن يقفوا مع الشرعية لكنهم لم يفعلوا". وفيما يتعلق بدور المؤسسات الدينية في تركيا، أشاد القره داغي بالدور الذي لعبته هيئة الشؤون الدينية التركية في التصدي لمحاولة الانقلاب الفاشلة، موضحا أن "الشؤون الدينية (التركية) نشطت نشاطاً كبيراً جداً، ونشّط العلماء والخطباء والمنتسبين في أن يحركوا الجوامع لتوعية الجمهور". وأضاف: "ساعدت هذه الحركة (حركة الشؤون الدينية) علي تجميع الناس وحثهم علي الخروج إلي الشوارع وأوصلت الجوامع الرسالة التي دعا إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالخروج لحماية الدولة علي أكمل وجه". واستدرك القره داغي: "بعض المؤسسات الدينية في عالمنا الإسلامي تخضع للحكومات ويُختار لها أشخاص بمعايير محددة وبالتالي ينعكس ذلك علي مواقفها تجاه الأحداث السياسية، والمثال الأبرز هو الأزهر الشريف في مصر ودار الإفتاء المصرية اللذان انحازا إلي الانقلاب العسكري (في 3 يوليو/تموز 2013) حيث وقفا مع الباطل ولم ينحازا إلي الحكم الشرعي للبلاد". ولم يتسن الحصول علي تعقيب فوري من الأزهر أو دار الإفتاء المصرية حول ما جاء علي لسان الأمين العام للاتحاد. وعن موقف الاتحاد العالمي الداعم للحراك الشعبي التركي ضد محاولة الانقلاب الفاشلة، قال القرة داغي: "العسكر ليس مهمتهم أن يحكموا وأن ينقلبوا علي الحكم، مهمتهم الأساسية هي حماية الحدود وحماية أمن الدولة ولذلك موقف الاتحاد كان واضحاً منذ اللحظة الأولي، الانقلابات علي السلطات الشرعية حرام شرعاً و تسعي إلي البغي والعدوان". وعن زيارته قبل أيام ‘لي اسطنبول، أشار القرة داعي إلي أن "موقف الحكومة التركية من قضايا المسلمين في فلسطين وميانمار والصومال واليمن كان موقفاً مشرفاً وداعماً للمظلومين بكل قوة، وكان لابد من مقابلة الإحسان بإحسان مثله ولذلك حرص ممثلو الاتحاد أن يكونوا في مقدمة الداعمين لشرعية الحكومة التركية لأن العلماء هم قلب الأمة النابض". وقال: "أتيت خصيصاً إلي تركيا لأحضر جنازة الشهداء (شهداء محاولة الانقلاب) وأصلي عليهم ولنزفهم إلي مثواهم الأخير، .. تركيا نصرت المظلومين والمستضعفين، ودفعت ثمناً كبيراً نتيجة إيمانها وقيم العدالة والإنسانية، والتكاتف مع المستعفين ومناصرة قضاياهم، ما تزال تدفع هذا الثمن ولذلك لن يضيعهم الله عز وجل". وعقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مؤتمراً صحفياً في مدينة إسطنبول التركية بحضور ممثلين عن الاتحاد، الأسبوع الماضي، لبيان موقفهم من محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا، وأعلن الاتحاد في بيان أنه يدعم الموقف الرسمي والشعبي الرافضين للانقضاض علي الشرعية، داعياً الشعب التركيي لرفض أي صوت يدعو للتحالف مع الانقلاب "حتي لو ادعي أصحاب هذه الأصوات الإسلام ". وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلاب فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة علي مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها علي الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية - غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة علي مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة.

 

هونه‌ر بانه‌گوڵانی 

أهم أخبار