قبل أيام من مؤتمر بغداد الذي عقد، في 28 أغسطس/آب الماضي، رجحت الكثير من التحليلات السياسية أن تلك القمة ستكون فرصة جيدة من أجل اللقاء المباشر بين السعودية وإيران.
وهي القمة التي تأتي من أجل مزيد من التقارب وحل الخلافات والملفات العالقة، وهو ما أعلن عنه سفير طهران لدى بغداد بأن جولة جديدة من المفاوضات باتت قريبة.
ويرى مراقبون أن اللقاء الذي جمع بين وزيري الخارجية في السعودية وإيران على هامش مؤتمر بغداد كان أكثر إيجابية وأعطى مؤشرات بمرحلة قادمة قد تشهد قريبا فتح السفارات في كل من طهران والرياض.
ويقول الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط، حكم أمهز، إنه "في تقديري أن مجرد اللقاء والجلوس بين وزيري الخارجية في كل من السعودية وإيران، فيصل بن فرحان وحسين أمير عبداللهيان، في قمة بغداد، حتى وإن كان هذا اللقاء في اجتماع هو أمر إيجابي، وأعتقد أنه كانت هناك دردشة بسيطة على هامش المؤتمر".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الحديث الذي دار بين الوزيرين يؤشر إلى أن هناك نوايا جيدة بين الطرفين من أجل الوصول إلى نتائج إيجابية، وما أشار إليه السفير الإيراني بالعراق، إيرج مسجدي، في تصريحاته الصحفية يوضح أن هناك جولة قادمة، لكن الواضح أنه حتى الآن المفاوضات بين الطرفين تسير في إطار العلاقات الثنائية، حيث كانت الرياض تريد في البداية بحث القضايا الإقليمية مباشرة، لكن الطرف الإيراني كان متمسكا بموضوع العلاقات الثنائية أولا.
وتابع الخبير في شؤون الشرق الأوسط، يمكن أن نشهد في المرحلة القادمة إعلانات من كلا الطرفين عن فتح السفارات، وهذا يؤشر إلى مرحلة إيجابية من العلاقات ليس فقط بين إيران والسعودية، بل بين إيران ودول المنطقة، حيث أن للرياض تأثير على الدول العربية في المنطقة، وبالتالي سوء العلاقات بين طهران والرياض ينعكس بشكل طبيعي على العلاقات بين إيران والدول العربية التابعة أو المتحالفة أو المؤيدة للسعودية.
على الجانب الآخر يقول، المحلل السياسي السعودي، عبدالله العساف، إن قمة بغداد كانت لأجندة خاصة، ولكن باب المفاوضات قد فتح من قبل وانقضت منه ثلاث جولات عبرت عن الرغبة في علاقة متبادلة وسلمية بين البلدين.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، ربما حمل مؤتمر بغداد إشارات سريعة بين وزيري خارجية البلدين لعقد جولة رابعة من المفاوضات، وهذه المرة ربما تكون مباشرة بين الوزيرين في مسقط أو بغداد، لأن التحولات الجيوستراتيجية تفرض على البلدين الحوار والتشارك في أمن المنطقة فالجبرية التاريخية والجغرافية تحتم العمل المشترك في التعاون على أمن واستقرار المنطقة.
وتابع المحلل السياسي، أن "الملفات ثقيلة جدا ومتأزمة، ومن الأفضل للسعودية التفاوض عليها بشكل جماعي وليس فردي، وهناك عقبات كثيرة من الجانب الإيراني متمثلة في مواد الدستور الإيراني، المتضمن تصدير الثورة والتدخل في شؤون الآخرين، والذي يريد التفرد بحكم المنطقة وفرض منطق الدولة الصفوية، واعتقد مع رحيل المحتل الأمريكي عن أفغانستان وحلول طالبان وانكشاف الجبهة الشرقية لإيران، سيشكل هذا عامل ضغط مهم على طهران، لكن المنطق حاليا يقود إلى مقاربة خليجية إيرانية، لأن كلفة السلام أقل بكثير من تكلفة الحرب".
يذكر أن إعلان خطط المحادثات الجديدة بين طهران والرياض جاء بعد أيام من عقد قمة إقليمية في بغداد للمساهمة في تخفيف حدة التوتر بين جيران العراق.