شهدت مناطق الجنوب اللبناني، السبت، خرقا للاتفاق من خلال غارات إسرائيلية استهدف المواطنين وأوقعت شهداء وجرحى، فيما حذرت قوات "اليونيفيل" من تطور الأحداث وانهيار اتفاق وقف النار في هذه المناطق.
ونقلت وسائل إعلام لبنانية محلية، إن "قصفا مدفعيا للاحتلال الصهيوني استهدف أطراف بلدة الخيام جنوبلبنان، بالإضافة الى غارة للاحتلال تستهدف محيط بلدة تولين بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات الحربية".
وأضافت أن "القصف أدى الى إصابتين في بلدة كفركلا نتيجة الأعمال العدوانية التي قام بها العدو الإسرائيليلي"، كما استهدفت غارة ثانية للاحتلال إقليم التفاح.
وتابعت أن "سلسلة غارات للاحتلال استهدف أطراف راشيا الفخار والخيام والمنطقة الواقعة بين ياطر وبيت ليف".
من جهته، قال الناطق باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي: "نشعر بقلق بالغ إزاء التصاعد الممكن للعنف بعد رصد إطلاق 4 صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل".
وأضاف الناطق باسم "اليونيفيل": "نحثّ جميع الأطراف بشدة على الامتناع عن اتخاذ أي خطوات قد تعرض التقدم المحرز للخطر"، لافتا الى ان "أي تصعيد إضافي في هذا السياق المتقلب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة".
وأشار الى ان "الوضع مايزال هشّاً للغاية ونشجع الطرفين على الوفاء بالتزاماتهما".
في المقابل، حذر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية.
وقال سلام بحسب وكالة الانباء اللبنانية، انه "يجب اتخاذ اتخاذ كل الاجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم".
وطالب سلام، "الأمم المتحدة بمضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل".
واضاف، ان " الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية يشكل خرقا للقرار الدولي 1701 والترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية".
من جانبه، أدان الرئيس اللبناني، جوزيف عون، ما أسماه بـ"محاولات استدراج لبنان مجددا إلى دوامة العنف".
واعتبر عون "أن ما حصل في الجنوب السبت، وما يستمر هناك منذ 18 شباط (فبراير) الماضي، من عدم التزام بحرفية اتفاق وقف النار، يشكل اعتداء متماديا على لبنان وضربا لمشروع انقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون".
وبحسب "سكاي نيوز عربية"، ناشد الرئيس اللبناني جميع أصدقاء لبنان "التنبه لما يحاك ضده من أكثر من طرف معادٍ"، كما دعا القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة، ولاسيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق نوفمبر 2024، والجيش إلى متابعة ما يحصل بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات وضبط أي خرق أو تسيّب يمكن أن يهدد الوطن في هذه الظروف الدقيقة.
كما طلب عون من قائد الجيش العماد رودولف هيكل اتخاذ الاجراءات الميدانية الضرورية للمحافظة على سلامة المواطنين، والتحقيق لجلاء ملابسات ما حصل.
وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إن إسرائيل اعترضت 3 صواريخ قادمة من لبنان، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي أدى إلى انخفاض نسبي في العنف بين الجانبين.
وحمل وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس "الحكومة اللبنانية مسؤولية الهجمات الصاروخية من أراضيها".
وقال كاتس إنه أمر الجيش بالرد المناسب على إطلاق الصواريخ من لبنان.
ورغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ 27 نوفمبر بوساطة أمريكية، عقب مواجهة استمرت لأكثر من عام، لا تزال إسرائيل أيضا تشن غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه.