الذكرى (151) عاما ليوم الصحافة العراقية
كوردی عربي كرمانجى English

هه‌واڵ وه‌رزش وتــار دیدار و چاوپێكه‌وتن فۆتۆگه‌له‌ری ڤیدیۆگه‌له‌ری ده‌رباره‌ی ئێمه‌
x

الذكرى (151) عاما ليوم الصحافة العراقية

 

نبذة مختصرة عن المطابع و الصحف العراقية الثلاثة في العهد العثماني

*حامد محمد علي

 

يرتبط تاريخ الصحافة في أي بلد بتطور الطباعة فيها ارتباطا وثيقا. وفي العراق ارتبط نشوء الصحافة بظهور المطابع، حيث رافق تأسيس مطبعة ولاية بغداد، في العهد العثماني صدور أول صحيفة عراقية بأسم (زوراء) في (15) حزيران 1869 وهو اليوم الذي تحتفل فيه اسرة الصحافة العراقية سنويا.. بهذه المناسبة وددت ان اشير- ولو بأختصار- الى بدايات نشوء الطباعة و الصحافة في العراق، والتي تأثرت كما تأثر غيرها من جوانب الحياة بالاوضاع السياسية للبلد عامة.. ارجو ان تكون هذا  المقال بداية لدراسات اوسع وأعمق عن الصحافة العراقية ومراحلها التاريخية وتطورها و مواقفها.

 

مدحت باشا و

مطبعة الولاية وجريدة (زوراء)

 

يعتبر مدحت باشا واحدا من الولاة العثمانيين المتميزين الذي اشتهر بأصلاحاته الواسعة في العراق.

ويعتبر -بالرغم مما يؤخذ عليه- واحدا من انشط الولاة في مجالات الاعمار والتطور، حيث يعتقد الكثيرون ان ما قام به مدحت باشا في العراق من اصلاحات لم يكن بمقدور الدولة العثمانية ان تقوم بها خلال قرون.

حيث انعكست نتائج هذه الاعمال بوضوح على الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية للشعب العراقي.

قبل ان يتولى ولاية بغداد، كان مدحت باشا سفيرا لبلاده في باريس وهذا ما جعله يتأثر بمبادىء الثورة الفرنسية كما تأثر بالنهضة الحضارية التي شهدتها اوربا عامة وفرنسا على وجه الخصوص، في هذه الفترة وعلى الرغم من ان فترة ولاية مدحت باشا للعراق لم يكن طويلا حيث بدأت في 1869 وانتهت في 1872 هذا فضلا عن عدم توفر موارد مالية كافية لديه، الا انه قام بمجموعة من الاعمال والاصلاحات من اجل تهيئة الارضية لتقدم العراق، وايصاله الى مستوى الدول المتقدمة.

ما يهمنا هنا والذي يعتبر من روائع اعمال مدحت باشا هو شراء وتأسيس اول مطبعة في تاريخ العراق والتي اشتهرت بمطبعة (الولاية)، والاهم من ذلك هو قيام مدحت باشا بأصدار اول صحيفة عراقية في هذه المطبعة بأسم جريدة (زوراء) التي صدر العدد الاول منها في 15 حزيران 1869وأغلقت الصحيفة مع احتلال الانكليز لبغداد عام 1917. عندما تولى مدحت باشا ولاية بغداد في نيسان 1869 أول شيء فكر به كانت المطبعة، ولذلك قبل ان يدخل الى العراق زار باريس واشترى مطبعة الية حديثة و متكاملة وجاء بها مع مجموعة من المختصين للأشراف عليها وتشغيلها. كان من بين المتخصصين القادمين مع المطبعة، مهندس فرنسي تولى بعد ذلك ادارتها كما كان من بينهم كاتب تركي بأسم (احمد مدحت) عين بعد ذلك رئيسا لتحرير (زوراء) بالاضافة الى مطبعة الولاية، جلب مدحت باشا مطبعة اخرى من الخارج خصصها لطبع منشورات الجيش العثماني في بغداد، وسميت بمطبعة (الفيلق).

استخدمت مطبعة الولاية انماطا من الحروف العربية والتركية بالاضافة الى بعض الحروف اللاتينية وبعد ابعاد مدحت باشا عن ولاية بغداد، عمل الولاة الذين جاءوا بعده من اجل ادامة المطبعة وتجديد الاتها وتوسيع مطبوعاتها ففي عهد ولاية (الحاج حسن رفيق باشا1872 -1891) كان في المطبعة سبع مكائن للطبع، احداها حديثة تعمل بالبخار. وهذه تعتبر تطورا كبيرا في تاريخ المطبعة كما كان عدد المطابع الحجرية في تلك الفترة (اربع) مطابع وفي فترة ولاية (حازم بك) طرأت على المطبعة عدة تغييرات منها زيادة بعض الآلات و المكائن الخاصة بمراحل الطبع وتوسيع اعمال المطبعة وكثرة مطبوعاتها واستمرت على هذا الحال حتى انهيار الدولة العثمانية في العراق، واحتلال بغداد من قبل الانكليز في اذار 1917 حيث جلب الانكليز  معهم عددا من المطابع القديمة من الهند وضموها الى مطبعة الولاية، ثم قاموا بتغيير اسم المطبعة الى (مطبعة الحكومة) وأغلقوا جريدة (زوراء) واصدروا مكانها صحيفة (العرب) وعينوا (الاب انستاس ماري الكرملي) رئيسا لتحريرها.

لقد اعترضت مسيرة مطبعة الولاية خلال 48 عاما مشكلات وعقبات كثيرة، عرضتها للتوقف عدة مرات.

 

 

 

 

 

مطبعة ولاية الموصل و جريدة (موصل)

 

تعتبر مطبعة ولاية الموصل ثاني مطبعة حكومية في العراق، تأسست على يد الوالي العثماني تحسين باشا سنة 1875.

حيث اشترى جميع الاتها ومكائنها من (الاستانة- اسطنبول) وجاء بها الى الموصل. لقد ساعد على تأسيس وتشغيل مطبعة ولاية الموصل، عمال مطبعة (الآباء الدومنيكان) وبعد تأسيس المطبعة اسندت ادارتها الى مجموعة من الموظفين الحكوميين في الموصل منهم (رؤوف الشربتي و حسن فائق).

تعتبر جريدة (موصل) التي صدر العدد الاول منها في 25 حزيران 1885 اهم واشهر مطبوع لمطبعة  ولاية الموصل.. هذه الجريدة كانت تصدر من قبل مؤسسات الولاية ، كل اسبوعين مرة بأربع صفحات وباللغتين العربية والتركية .

وعلى العكس من جريدة (زوراء) تميزت جريدة (موصل) بأسلوبها الادبي الجميل ولغتها العربية الواضحة والسبب في ذلك كما يقول (الدكتور ابراهيم خليل) في كتابه (اربعون عاما من تاريخ الصحافة الموصلية 1885-1925) هو ان محرري الجريدة والمشرفين عليها كانوا من خيرة ادباء الموصل، ولم يكن بينهم الاتراك. لم يستعمل في طبع جريدة الموصل (الزنكغراف) سوى في اعداد (تايتل) الجريدة أي كلمة موصل التي كانت تكتب بالنمط النسخي. جريدة موصل كانت تنشر جميع اخبار الولاية من قوانين و قرارات وبيانات واعلانات حكومية، وكان لسان حال ولاية موصل العثمانية.

مع بدء الحرب العالمية الاولى عام 1914 استولى الاتراك العثمانيون على مطبعة (الآباء الدومنيكان) وضموها الى مطبعة الولاية .

وعندما احتل الانكليز الموصل في مطلع تشرين الثاني 1918 أعادوا المطبعة المذكورة الى اصحابها، وأغلقوا جريدة موصل وبعد فترة امر (الكولونيل لجمن) الحاكم السياسي لمدينة الموصل بأصدار الجريدة مرة ثانية ولكن هذه المرة  باللغة العربية فقط، وبمضامين جديدة وعين القس (سلمان الصائغ) رئيسا لتحريرها.

بالاضافة الى جريدة (موصل) قامت مطبعة ولاية الموصل بطبع مجموعة من الكتب والمؤلفات منها كتاب (ابهى القلائد في تلخيص الفوائد) للمرحوم (احمد فائز البرزنجي)، هذا بالاضافة الى عدد من التقاويم والمطبوعات المتنوعة والكتب المدرسية للولاية.

 

مطبعة ولاية البصرة

وجريدة (بصرة)

 

في عام 1889 وفي عهد الوالي العثماني (هدايت باشا) تأسست في البصرة اول مطبعة حكومية من قبل رجل بغدادي بأسم (محمد علي جلبـي زاده) الذي كان رئيسا لدائرة الاملاك السلطانية في البصرة. اشترى (محمد علي جلبـي) هذه المطبعة على حسابه الخاص ونصبها في محلة (السيف). ثم حصل على اجازة اصدار جريدة بأسم جريدة (بصرة) التي صدر العدد الاول منها في اب 1889. لقد كتبت جريدة (زوراء) في عددها 1402 عن مطبعة ولاية البصرة وجريدة بصرة وقالت: (تأسست في ولاية البصرة مطبعة وتصدر هناك جريدة- بصرة- باشراف الاديب والكاتب المعروف محمد علي افندي وباللغتين العربية والتركية) لم تكن مطبعة البصرة في بداية تأسيسها تابعة لولاية البصرة وعندما ساءت علاقات الوالي (حمدي باشا) مع (محمد علي افندي) عام 1894 امر الوالي بتأسيس جريدة بصرة التي كانت متممة ومكملة لـ(بصرة) الاولى. وفي عام 1904 عندما ذهب (محمد علي افندي) الى بيروت استولت السلطات في الولاية على مطبعته وضمتها الى مطبعة الولاية، وهكذا بقيت المطبعة واستمرت جريدة (بصرة) تصدر بصورة

اسبوعية الى ان احتلت القوات البريطانية مدينة البصرة في 22 تشرين الثاني 1914 حيث بسطت يدها على مطبعة الولاية وجميع المطابع الاخرى وجعلتها مطبعة واحدة، طبعت بها بعد ذلك جريدة (الاوقات البصرية) باللغتين العربية والانكليزية.

 

 

المصادر\

 

- اعداد مختلفة من مجلة (الطباعة) العراقية.

- محاضرات  (حول تاريخ الطباعة والصحافة في العراق) جامعة بغداد- قسم الاعلام.1985-1986

- حضارة العراق- موسوعة.               

 

هه‌واڵی گرنگ