أفكار عن عشر ذي الحجة
كوردی عربي English

اخبار رياضة المقالات اللقاءات اخبار فى صور فيديو نحن اتصل بنا
x

أفكار عن عشر ذي الحجة

 

 

-(( والفجر وليال عشر..))

-أفكار عن عشر ذي الحجة

-إذا أقسم الله بشيء فمعناه أن هذا الشيء أو الأمر له شأن وأهمية، وكيف لا؛ فالله جل جلاله بعظمته وجبروته لا يقسم إلا بعظيم الشأن والمعنى.

-ولهذه الآيات مناسبة لما قبلها من سورة الغاشية، التي تتحدث عن أهوال يوم القيامة وكيف أن الناس ينقسمون إلى فئتين: (وجوه ناعمة- ووجوه خاشعة)، الأولى هي الفائزة الفالحة التي تكرّم بالنعيم المقيم، والثانية هي الخاسرة المهلكة التي تهين بالعذاب الأليم، وفي آخر السورة تتحدث عن أننا سنرجع إلى الله وسنحاسب على كل ما فعلناه، والسؤال المطروح ما الذي ينفعنا في ذاك اليوم الموعود.

بعد هذه الاحداث تأتي سورة الفجر لتبين وتؤكد أنه لكي تكون من فرقة الوجوه الناعمة ويكون معك شيء للقاء الله وعند الحساب، عليك بأن تستثمر أوقاتك وبالأخص فترة فجر كل يوم، الساعات الأولى من بداية اليوم لكونها ممتلئة بالحيوية والنشاط والاستعدادات الداخلية، وكذلك عليك باستثمار أيام عظيمة في السنة وهي أقل من شهر رمضان لكنها نهارها أفضل من كل أيام السنة ألا وهي العشر الأواخر كما في أكثر الروايات وأرجح الآراء، فهي أيام مباركة وطيبة، وهي من تلك النفحات التي وزعت في السنة.

مما جاء عن الآيتين في التفاسير:

-"عن ابن عباس أيضا أنه[أي: والفجر] صلاة الفجر، والمعنى أنه أقسم بصلاة الفجر لأنها مفتتح النهار، ولأنها مشهودة يشهدها ملائكة الليل، وملائكة النهار، وقيل إنه فجر معين.

واختلفوا فيه، فقيل هو فجر أول يوم من المحرم، لأن منه تنفجر السنة، وقيل هو فجر ذي الحجة، لأنه قرن به الليالي العشر، وقيل هو فجر يوم النحر، لأن فيه أكثر مناسك الحج، وفيه القربات.

-( وَلَيالٍ عَشْرٍ )قيل إنما نكرها لما فيها من الفضل، والشرف الذي لا يحصل في غيرها. "( )

-" كان العرب من عادتهم أنهم إذا استحسنوا شيئا عظموه، وإذا عظموه أقسموا به."( )

-" {والفجر وَلَيالٍ عَشْرٍ} هذا قسمٌ أي أُقسم بضوء الصبح عند مطادرته ظلمة الليل، وبالليالي العشر المباركات من أول ذي الحجة، لأنها أيام الاشتغال بأعمال الحج قال المفسرون: أقسم تعالى بالفجر لما فيه من خشوع القلب في حضرة الرب، وبالليالي الفاضلة المباركة وهي عشر ذي الحجة، لأنه أفضل أيام السنة،"( )

وأقول كذلك هذه الأيام تطارد الشياطين بالأعمال الصالحة وبالأخص يوم عرفة، وكذلك أيام خشوع وخضوع لله.

-"والمراد عند كثير جنس الفجر لا فجر يوم مخصوص. وعن ابن عباس ومجاهد فجر يوم النحر، وعن عكرمة فجر يوم الجمعة، وعن الضحاك فجر ذي الحجة، وعن مقاتل فجر ليلة جمع. وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في الشعب عن ابن عباس أنه قال: هو فجر المحرم فجر السنة، وروي نحوه عن قتادة وعن الحبر أيضا أنه النهار كله. وأخرج ابن جرير عنه أيضا أنه قال: يعني صلاة الفجر"( ).

-"وليال عشر هي عشر ذي الحجة في قول جمهور المفسرين. وقال الضحاك: إنها الأواخر من رمضان، وقيل: العشر الأول من المحرم إلى عاشرها يوم عاشوراء."( )

بعض من الاحاديث والآثار الواردة في العشر الأواخر؟

-بما أن العبادات الأصل فيها الحظر، وأنها موقوفة فعلينا أن نرجع إلى النصوص الشرعية والقواعد الكلية عما جاء في هذه الأيام، فقد ورد:

-عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحبُّ إلى الله منه في هذه الأيام العشر ، قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ! ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء ) أخرجه البخاري ( ).

-وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ، ولا أعظمُ أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى ) قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ( ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل - إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ) رواه الدارمي بإسناد حسن( ).

-والسلف الصالح كانوا يعظمونه كما قال أبو عثمان النهدي - رحمه الله -: ( كانوا يعظمون ثلاث عشرات : العشر الأخير من رمضان ، والعشر الأَوَّلَ من ذي الحجة ، والعشر الأَوَّلَ من المحرم )( ) .

-"عن جابرٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" إن العشرَ عشرُ الأضحى ، والوترُ يوم عرفة ، والشفع يوم النحر " رواه أحمد "( ).

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره).

"ومن أفضل الاعمال وأجلها في هذه العشر:

1-الذكر، يقول تعالى:(( لّيَشْهَدُواْ مَنَـافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الاْنْعَامِ)) [الحج:28]، وروى الإمام أحمد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد))، .

ومن أخص الاذكار التكبير:

وهو سنة مهجورة مع أنه شعار هذه الأيام و يكون في كل وقت وهو التكبير الوارد والمخصوص باللفظ :

الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , والله أكبر الله أكبر , ولله الحمد .

وكان أبو هريرة وابن عمر، وهما أكثر الصحابة رواية للحديث وأكثر اتباعاً للسنة ـ إذا دخلت عشر ذي الحجة يخرجان إلى السوق يكبران كل على حدته، فإذا سمعهم الناس تذكروا التكبير فكبروا كل واحد على حدته،"( ). أنهم كانوا يقولون في أيام العشر : الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , والله أكبر الله أكبر , ولله الحمد.

2- يوم عرفة: في هذه العشر إجتمع أيام عظيمة منها يوم عرفة: ففي صحيح مسلم في فضل يوم عرفة*... عن عَائِشَةُ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ»؟( ) قال النوويّ:«هَذَا الْحَدِيث ظَاهِر الدَّلَالَة فِي فَضْل يَوْم عَرَفَة , وَهُوَ كَذَلِك ».

ومما يسن فعله في يوم عرفة:

صيام يوم عرفة:

فمما يسن فعله في يوم عرفة ما رواه مسلم عن أبي قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية"( ).

كثرة الدعاء:

-فقد روى الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"( ).

3-ومن الاعمال الصوم بشكل عام: يؤخذ ذلك من عموم حديث ابن عباس السابق، ودلالات النصوص العامة الواردة في فضل العشر.

قال النوويّ رحمه الله: "فليس في صومِ هذه التسعةـ -يعني تسع ذي الحجّة -كراهةٌ شديدة، بل هي مستحبّة استحبابًا شديدًا".

قال ابن حجر رحمه الله: "والذي يظهَر أنّ السببَ في امتياز عشر ذي الحجة بهذه الامتيازاتِ لِمَكان اجتماع أمّهات العبادة فيها، وهي الصّلاة والصّيام والصّدقة والحجّ وغيرها، ولا يتأتّى ذلك في غيرها"( ).

برنامج مقترح في هذه الأيام:

1-التخطيط المسبق: إن من فوائد التخطيط حصولك على أجر ما نويت فعله، فمعلوم أن الله جل جلاله يتكرّم على الانسان بكتابة أجر العمل الصالح بمجرد النية والتخيط نية واضحة مقررة، كما في الحديث القدسي: عَنِ ابْنِ عبّاسٍ رضي الله عنهُما عنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فيما يَرْوي عنْ ربِّهِ عزَّ وجلَّ قال: قال:"إن الله كَتَب الحسناتِ والسَّيِّئاتِ، ثُم بيَّنَ ذلكَ، فمنْ همَّ بِحَسَنةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها كَتَبَها اللهُ لَهُ عِندَهُ حَسَنَةً كامِلةً..."( ).

2-التوبة: من أعظم نعم الله على عباده هي التوبة لولاها لعم الفساد في الرض ولهلك الانسان، فمن منا لا يذنب ولا يخطىء ولكن الكريم جل جلاله فتح باب الرحمة لكل عاص مهما بلغت ذنوبه وخطاياه، كما يقول الله تعالى: ((قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) الزمر: (53).

والتوبة معناها أنك نادم على ما فعلته وهو أول الطريق للوصول إلى الله وبهذا الاعتراف يتميز الانسان عن الشيطان، فهو عصى وتكبر ولم يندم، وآدم عصى واعترف وندم.

3-قراءة واستماع عن العشر الاواخر: من أهم الحوافز لسعي الانسان وإجتهاده في هذه الأيام القراءة والاستماع لفضائل هذه الأيام، كما وردت في النصوص القرآنية والسنة النبوية، وكذلك ما ذكره العلماء العارفون بالله، فمن الجدير أن نستقبل هذه اليام وندخلها وقد أشبعنا فهماً وادراكاً لفضائلها ومكانتها، وأنها موسم مبارك.

4-الذكر الكثير: أفضل الأعمال قاطبة في كل المواسم وفي كل الأحوال والأزمنة ذكر الله، يوضح الله جل جلاله ذلك فيقول:(( لّيَشْهَدُواْ مَنَـافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـاتٍ ...)) [الحج:28]، والرسول صلى الله عليه وسلم يؤكد على ذلك: ((فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)).

5-استثمار يوم عرفة: بالصيام والدعاء لما ذكرنا من فضل صومه أنه كفارة سنتين، وأن افضل الدعاء هو دعاء يوم عرفة.

6-الاضحية: من أجل أعمال هذه الأيام هي الأضحية، فمن الصحيح ما روى الترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسا".

7- الإكثار من الأعمال الصالحة عموما: لقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. ومن الأعمال الصالحة التي غفل عنها بعض الناس: قراءة القرآن وكثرة الصدقة، والإنفاق على المساكين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها.

الكاتب: د.نذير سعيد مصطفى

أستاذ الفقه المقارن جامعة دهوك- كلية التربية ئاكرى

 

أهم أخبار